صورة المرأة المصرية في الدراما الكويتية وأثرها على تكوين الصورة الذهنية عند المتلقين السعوديين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة بقسم الإعلام – جامعة الطائف

المستخلص

يتناول هذا البحث هدفاً رئيسياً ألا وهو تسليط الضوء على صورة المرأة المصرية في الدراما الكويتية وأثرها على تكوين الصورة الذهنية عند المتلقين السعوديين. وقد كان هذا التوجه بسبب ما لاحظته الباحثة من أن أغلب محتويات الدراما الكويتية عادةً ما تُظهر المرأة المصرية في صورة غير لائقة تتنافى مع تلك الصورة الحقيقية على أرض الواقع، بما في ذلك ظهورها في مهن غير أخلاقية وليست ملائمة للعادات والتقاليد الاجتماعية كالرقص مثلاً، ناهيك عن إظهارها الدائم بأسلوبٍ بذيء تبدو فيه متدنية المستوى الثقافي والفكري، ولا تمتهن سوى المهن المتدنية اجتماعياً، بل تفتقر للإتيكيت اللائق ولا تفقه حتى التعامل مع الآخرين بأسلوب عصري يتناسب مع ذلك المألوف في أي مجتمع راقي. وبالنظر إلى حقيقة ما يحدث على أرض، سنجد أن ما تم عرضه على الشاشة الفضية يحكي خلاف ذلك. حيث أن المرأة المصرية قد برزت في كافة المستويات وعلى مختلف الأصعدة، فنجد منها الطبيبة والمهندسة والضابطة والمحامية، بل إنَّ البعض منهن قد بلغ مناصب عليا في مختلف الوزارات والمحافظات، والبعض الآخر قد وصلت شهرتهن إلى العالمية. ولما لأهمية الإعلام القصوى - وخاصةٍ قطاع الفن بقسمه الدرامي - ومدى قدرته التأثيرية على الآخرين، وبصمته الجليَه على تشكيل ما لديهم من قناعات وقولبة ما يترسخ في أذهانهم من صور لا يمكن محوها بسهولة، ولما لفكرة المواظبة على تنميط المرأة المصرية في صورة معينة - وخصوصاً في الدراما الكويتية – تم الشروع في هذه الدراسة. وقد اتخذت من نظرية الغرس الثقافي أدباً نظرياً لها لمدى تناسبها مع أهمية مثل هذا البحث، والتي تكمن في ما يلي: معرفة أثر الدراما الكويتية في تكوين الصورة الذهنية للمرأة المصرية لدى المتلقين السعوديين بشكل خاص، وصورة المرأة المصرية في الدراما الكويتية بشكل عام.
كما نطمح أن تساهم نتائج مثل هذه الدراسة في تشجيع العديد من الباحثين على الخوض والإسهاب في هذا الموضوع، ناهيك عن إجراء بحوث جديدة استكمالاً لنتائجه، والذي يُعدُّ فريداً في هذا المجال.
وقد قامت هذه الدراسة باتخاذ المنهج الوصفي التحليلي وذلك لملائمته لطبيعة البحث والخروج بالنتائج، كما تم استخدام الاستبانة كأداة لجمع البيانات كونها الأنسب لمعرفة أثر الدراما الكويتية في تكوين الصورة الذهنية عند المتلقين السعوديين.
وقد أشارت الاستبانة إلى نتائج أهمها:

٤٨% من أفراد العينة - والتي كان عددها ٥٠ - رأوا أن المرأة المصرية تتواجد بشكل منخفض في الدراما الكويتية خلال شهر رمضان الجاري ١٤٤٣هـ مقابل ٣٨% ترى تواجدها بدرجة متوسطة، بينما ٦% رأوا بأن المرأة المصرية تتواجد بشكل كبير جداً في الدراما الكويتية مقابل ٨% رأوا أنها لا تتواجد على الإطلاق.
٤٦% لا يشاهدوا مسلسل (من شارع الهرم إلى) مقابل ٣٦% يتابعوا المسلسل بدرجاتٍ متوسطة، بينما هناك ١٨% تتابع المسلسل بدرجة كبيرة جداً، كما كان أفراد العينة الذين يرون أن المرأة المصرية في الواقع - والتي مثلتها نور الغندور في المسلسل - يشبهان بعضهما أو لا يشبهان على الإطلاق بنسبة ٣٦% لكلاً منهما بالتساوي مقابل ١٨% رأى أنها تشبهه بدرجة متوسطة، بينما ١٠% رأى أنها تشبهه بدرجة كبيرة جداً.
أوضحت الدراسة أنَّ مسلسل (من شارع الهرم إلى)غير متابع على الإطلاق بنسبة ٤٦% مقابل ٣٦% يتابعونه بشكل متوسط مما قد يعني أنَّ كثافة المحتويات عنه على وسائل الإعلام المختلفة - وخاصة فيما يتعلق بنجاحه - هي زائفة وليست حقيقية.

وكان للدراسة توصيات أهمها:

عدم الاستهتار بتأثير الدراما على أذهان المتابعين ومراعاة ذلك عند تقديم المحتويات الدرامية؛ لأن الدراما تصنع الصورة الذهنية لديهم.
ضرورة مطالبة القائمين على قطاع الدراما الكويتية بالتنوع فيما يتعلق بالنماذج المقدمة في محتوياتهم حول المرأة المصرية وواقعها.
محاولة إجراء المزيد من الدراسات التحليلية للتعرف على صورة المرأة المصرية في الدراما العربية وعلاقة ذلك بتكوين الصورة الذهنية عنها.

 
 
 

الكلمات الرئيسية