الثورة الرقمية ومستقبل الدراما التلفزيونية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الدراما التلفزيونية المشارك المعهد العالي للفنون المسرحية - الكويت

المستخلص

    تلعب الثورة الرقمية دورًا بارزًا في تغير كثير من المفاهيم والأعراف السائدة حيث تعد أمرًا حتميًا أفرزه التطور ولعل درجة هذا التأثير تمتد إلى صناعة الدراما؛ حيث ساهمت تكنولوجيا الاتصالات في تغير نمط الدراما السائدة حتى يمكنها أن تلبي متطلبات متلقي هذا العصر، الأمر الذي جعل من دراما المنصات الرقمية مقصدًا لعدد كبير منهم.
وقد هدف هذا البحث إلى التعرف إلى دينامية التطور الرقمي، وظلاله الممدودة على الفنون السمعية البصرية، والآثار السلبية والإيجابية المنعكسة على هذه الفنون، ومنها الدراما التلفزيونية بوصفها قد ظلت لسنوات طويلة متربعة على عرش الفنون المرئية لما تتمتع به من سحر فرجوي مؤثر في جمهور المشاهدين، وقد استخدم هذا البحث المنهج الوصفي وذلك لملاءمته لطبيعة الموضوع، وقد توصل إلى أن الدراما التلفزيونية قد شكلت لعقود من الزمن ركنًا أساسيا في التلفزيون، وفنًا جماهيرياً في حياة الأمم والشعوب، وزادت جماهيريتها وشعبيتها مع التطور الرقمي، وظهور الأقمار الاصطناعية؛ حيث صار بإمكان الإنسان أن ينوع من متابعته لضروب متعددة من الدراما التلفزيونية في ثقافات وفنون المعمور وفي المقابل، فإننا نلحظ أن عشاق الدراما قد هاجروا إلى المنصات الرقمية، والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت بشكل عام، حيث صارت السرعة في توفير مادة درامية، هي المتحكمة في الإنتاج والمتابعة والاستقطاب, كما توصل البحث إلى أن الثورة الرقمية هي سلاح ذو حدين فيما يتصل بالدراما ؛ إذ إن لها إيجابيات وسلبيات عدة  كان لها أثر بالغ لاسيما في طبيعة الإنتاج المقدم وأثره على جمهور المشاهدين الذين صار معظمهم يجنحون إلى اللجوء إلى الوسيلة الأكثر سهولة وقدرة على تقديم المحتوى في أسرع وقت ممكن اتساقًا مع طبيعة العصر الذي نعيشه عصر الثورة الصناعية الرابعة والخامسة والميتافيرس وهو ما يتطلب أن تكون الدراما التلفزيونية على مستوى الحدث بحيث يمكنها تجاوز هذا الواقع و محاولة تغييره حتى تصبح مسارًا موازيا  للمنصات الرقمية وتتمكن من تحتفظ بجمهورها عبر تقديم بدائل أكثر جذبا للمشاهد.
 
 
 

الكلمات الرئيسية