القيم والأدوار الاجتماعية في التدوين المرئي:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ مشارك بكلية الاتصال والإعلام- جامعة الملك عبدالعزيز

2 باحثة ماجستير بكلية الاتصال والإعلام – جامعة الملك عبدالعزيز

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى رصد المحتوى الذي تُقدّمه قناة اليوتيوب "عائلة مُشيع" لمحاولة رصد أبرز القيم الإيجابية والسلوكيات السلبية التي يعرضها البرنامج اليوتيوبي. كذلك تهدف الدراسة للكشف عن الأدوار الاجتماعية التي يُظهرها مشاهير المدونات المرئية والتي تستهدف المُشاهدين السعوديين. واستندت الدراسة الحالية على المنهج النوعي إذ تم جمع البيانات باستخدام تحليل المضمون لأكثر ثلاثين حلقة مشاهدة خلال (الفترة) الزمنية ما بين 2019-2020.
 وأظهرت النتائج أنّ القناة تعرِض العديد من السّلوكيات السلبية التي ظهرت في صورة المشاغبة، عدم الاحترام بين الإخوة، المقالب، بالإضافة لتعزيز السّلوك الشرائي لدى الأطفال. وبالإشارة إلى الجوانب الإيجابية، فقد كشف تحليل محتوى القناة مشاهد المُشاركة بين الإخوة، وتعزيز بعض القيم الدينية مثل الصلاة وبر الوالدين. وعليه، فإن محتوى القناة يُظهر مزيجاً من المحتوى السلبي والإيجابي.
أما الأدوار الاجتماعية، فقد تم تحليل الأدوار الاجتماعية لكل من الأب والأم والطفلة إيمان. بالنسبة للأدوار الاجتماعية المرتبطة بالأب مُشيع (الشخصية الرئيسية)، فقد أشارت نتائج تحليل المضمون بأن أكثر القيم ارتباطا بشخصيته هي قيمة "التواجد الدائم للأب" إذ تكررت بمعدّل (135) مشهداً في الحلقات الثلاثون قيد التحليل، وتعدُّ هذه القيمة انعكاس للفكرة الأساسيّة لإنشاء قناة عائلة مشيّع، وهي توثيق الأب "محمد مشيّع" لمواقف الحياة اليومية مع ابناءه وهذا أيضاً ما يُشير إليه اسم القناة "قناة عائلة مشيّع". كذلك ظهرت قيمة "الأب المرح" كثاني أكثر القيم تكراراً في الحلقات، وتبرز شخصية الأب المرحة بشكل كبير في المشاهد التي تتعلّق باللعب حيث إن الأب يشجع الأبناء على اللّعب والاستمتاع داخل المنزل دون التقيُّد بقوانين صارمة حيث يظهر المنزل في حالة فوضى شبه دائمة، ويبرّر الأب سبب الفوضى في إحدى الحلقات. وتُشير النتائج بأن قيمة الأب المرِح في بعض المشاهد تتخطّى كونها إظهار للشخصية المرحة التي يتمتّع بها الأب (مشيّع)؛ بل تتعدّى ذلك ليتم تصنيفها تحت قيمة "ظهور الأب بصورة المهرّج أو غياب الهيبة" ويُقصد بهذه القيمة؛ قيام الأب ببعض التصرّفات المُضحِكة أو القابلة للانتقاد من قٍبل المجتمع أو الممارسات التي لا يقوم بها الآباء عادةً ونشرها في القناة بدافِع الضحك والتسلية.
أما الابنة الوحيدة إيمان، أظهرت النتائج ارتباط قيمة (الصورة النمطية للنسوية) ببعض المشاهد التي تظهر بها " إيمان" حيثُ إنه تمّ تصنيف هذه القيمة الرئيسية إلى عدّة قيم فرعية أعلاها تكراراً هيَ قيمة "القيام بأعمال الأمومة" والمقصود بهذه القيمة هي القيام بالواجبات المنزلية للأم والمتعارف عليها مجتمعياً مثل الاهتمام بالأطفال والقيام بأعمال أفراد المنزل مع مقدرة الآخرين إتمام أمورهم بأنفسهم، أو تطبيق وصفات الطبخ وغيرها من الأعمال التي تقتضيها واجبات الأمومة. وترتبط هذه التصرّفات العفوية التي تُظهرها إيمان في القناة بنظرية الأدوار الاجتماعية المرتبطة بالجنس (ذكر/أنثى) (Chodorow, 1994).
وبالنسبة للأدوار الاجتماعية الخاصّة بالأم وظهورها في الحلقات؛ يتّضح بأن قيمة الصورة النمطية للنسوية "عدم الظهور للجماهير" أكثر القيم تكراراً في الحلقات، حيثُ الأم ظهرت في (6) حلقات من مجموع (30) حلقة. تجدُر الإشارة إلى أن الأم لا تُشارك بالظهور المباشر أمام الكاميرا وإنّما تظهر من خلف الكواليس عن طريق تصميمها لبعض الحلقات أو أن تقوم بالتحدُّث من وراء الكاميرا مع الأب أو الأبناء. في مشاهد نادرة تظهر الأم في الكاميرا من الخلف بشكل غير واضح وهي محجّبة، أو بتغطية وجهها بواسطة "إيموجي".
وخلاصة القول، توصي الدراسة بضرورة تفعيل الحوار بين الآباء والأطفال فيما يتعلّق بالمحتوى المعروض وحقيقة الشُّهرة وتبعاتها. كما تقترح الدراسة بأن تولي القطاعات التعليمية الاهتمام بتضمين "التربية الإعلامية" ضمن المناهج الدراسية وتدريب الكوادر التعليمية على تخصُّص التربية الإعلامية.
 
 

الكلمات الرئيسية