إدراک المراهقين لتأثير الاتصال الثقافي عليهم واتجاهاتهم نحو الرقابة الأسرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دکتوراه بقسم الاتصال التسويقي بکلية الاتصال والاعلام جامعة الملک عبدالعزيز

المستخلص

أشارت العديد من الدراسات إلى أن التواصل الثقافي بين الشعوب أمر ضروري  ومهم ، ولکن لا يعني الاندماج  بطمس معالم الهوية المحلية بقدر ما هو معني بمحاربة الجمود ويسعى للتطور الحضاري مع الآخر بتبادل المنافع ومواکبة کل جديد مفيد ، بالإضافة إلى التعرف على خصوصية الآخر وإضفاء المزيد من التفهم للتعايش السلمي وإقامة المزيد من التواصل الإيجابي لبناء علاقات إنسانية أکثر تمدناً وفاعلية ، و من المؤکد أن المجتمعات أصبحت تعاني من غزارة تدفق إنتاج الثقافات الأجنبية عليها من خلال تکنولوجيا الاتصال الحديثة ، فبرزت لها مهمة صعبة وهي السعي للحفاظ علي الهوية الوطنية ضد عولمتها وطمس معالم قيمها وأخلاقياتها والسلوکيات المعبرة عنها .
وتعد شبکة الإنترنت من أهم التقنيات الاتصالية الحديثة التي فرضت على المجتمعات حتمية التعرض للثقافات الأخرى، فهي تقدم لنا العالم أجمع بأشکال ومضامين تنتجها حضارات مختلفة تقولبها في شکل إنتاج مثير وملفت يجذب إلية کافة شرائح المجتمع کل فئة بالشکل الذي يناسب خصائصها وعناصر الجذب التي تثيرها ولاسيما فئة المراهقين منهم .
وتشير الدراسات إلى وجود أثار اجتماعية ايجابية و سلبية لشبکة الإنترنت على المجتمع وعلى المراهقين ، ومن الملاحظ أن الاهتمام الرقابي لحماية المستفيد من المواد غير المرغوبة والضارة وخاصة مع انتشارها الکبير عبر الإنترنت يتجه نحو المواد الجنسية أکثر من المواد الأخرى بما قد تتضمنه من محتويات عنيفة أو أفکار تتصادم مع مبادئ وقيم المجتمع وأخلاقياته.
و هنا تجد الأسرة نفسها في المجتمع السعودي  کباقي المجتمعات تواجه أزمة رعاية أبنائها من المراهقين من التعرض لمثل هذه المحتويات التي تعي حجم ضررها وأثرها السلبي عليهم، وهي في ذلک تقف أمام خيارين  ، إما الاعتماد على أساليب الرقابة المتوفرة بفرضها والتشديد على متابعة کل ما يتصفحه أبناؤها من المراهقين عبر الإنترنت ،أو ضرورة تسليحهم بالمبادئ والقيم التي تعينهم على التعامل مع مثل هذا المحتويات، وتتزايد بذلک آمالنا وطموحاتنا بأن يتمکن أبناؤنا المراهقون من تصفية المواد والرسائل الإعلامية عبر استخدامهم لشبکة الإنترنت وأن يکتب لهم المشاهدة الآمنة والمفيدة من هذا الطرح الإعلامي الجديد و المتفجر بالإنتاج الضخم الايجابي والسلبي عبر قناة لا يمکن إغفال حجم المساحة التي احتلتها في يوميات المستخدم العربي بشکل عام والسعودي على وجه الخصوص .

الكلمات الرئيسية