العوامل الخارجية المؤثرة على الأداء المهني للصحفيين العاملين في وکالة الأنباء الأردنية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث دکتوراه بقسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

سعت الدراسة إلى معرفة العوامل الخارجية المؤثرة على الأداء المهني للصحفيين العاملين في وکالة الأنباء الأردنية "بترا"؛ من خلال الاستناد على المستوى المؤسسي (Extra-Media Level / Social Institution Level)، والمستوى الأيدولوجي (Ideological Level)، الذي يقدمه نموذج التسلسل الهرمي للتأثيرات (Hierarchy of Influences Model)، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، يُمکن تلخيصها على النحو الآتي:
أولاً: السمات الشخصية والمهنية للصحفيين
أشارت نتائج الدراسة إلى أن النسبة الأکبر من الصحفيين في الوکالة الأردنية من الذکور؛ إذ بلغت نسبتهم (53%) مقارنةً بـ(47%) للإناث، وجاء من تبلغ أعمارهم (أقل من 30 سنة) في المرتبة الأولى بين الصحفيين، وبلغت نسبتهم (22%)، يليهم من تتراوح أعمارهم بين (30 – أقل من 35 سنة)، وبلغت نسبتهم (19%)، ثم (35 - أقل من 40 سنة)، وبلغت نسبتهم (18%)، ثم (45 - أقل من 50)، وبلغت نسبتهم (16%)، ثم (40 – أقل من 45 سنة) وبلغت نسبتهم (13%)، وفي المرتبة الأخيرة (50 سنة فأکثر)، وبلغت نسبتهم (12%)، کما بلغت نسبة الحاصلين على مؤهل جامعي في مجال الإعلام (74%) مقابل (26%) حاصلين على مؤهل جامعي في مجال غير الإعلام، وجاء من يشغلون وظيفة "مندوب صحفي" في المرتبة الأولى بنسبة (32%)، يليهم "محرر صحفي" بنسبة (23%)، ثم "مراسل صحفي" بنسبة (15%) ثم "رئيس قسم" بنسبة (7%)، ثم "مصور" بنسبة (6%)، ثم "مدير دائرة" و"نائب رئيس قسم" بنسبة (5%) لکلٍ منهما، ثم "مترجم صحفي" بنسبة (4%)، ثم "سکرتير تحرير" بنسبة (2%)، ثم "مدير تحرير" بنسبة (1%)، وجاء ممن تراوح سنوات خبرتهم (15 سنة فأکثر) في المرتبة الأولى بنسبة (37%)، يليهم من تتراوح سنوات خبرتهم بين (10 سنوات - أقل من 15 سنة) بنسبة (25%)، ثم من تتراوح سنوات خبرتهم (أقل من 5 سنوات) بنسبة (29%) وفي المرتبة الأخيرة من تتراوح سنوات خبرتهم بين (5 سنوات – أقل من 10 سنوات) بنسبة (9%).
ثانياً: التدريب والتأهيل المهني للصحفيين
بلغت نسبة الصحفيين في الوکالة الأردنية الذين التحقوا بدورات تدريبية تصب في مجال العمل الصحفي (95%)، مقابل (5%) لم يلتحقوا بأي دورات للعديد من الأسباب أبرزها "الدورات لا تصب في مجال الوظيفة الحالية" و "عدم ملائمة أوقات انعقاد الدورات للصحفيين"، وکانت أبرز الدورات التي التحق بها الصحفيون هي "التحرير الصحفي" بنسبة (95.8%)، و"تطوير مهارات استخدام الکمبيوتر والإنترنت" بنسبة (80%)، و"تطوير المهارات الاتصالية" بنسبة (65.3%)، أما أبرز المهارات الصحفية والتکنولوجية التي يتقنها الصحفيون فکانت: "إجادة استخدام الکمبيوتر" بنسبة (98%)، و "إجادة استخدام الهواتف الذکية والتطبيقات المصاحبة لها" و "إجادة التواصل من خلال البريد الإلکتروني" بنسبة (89%) لکلٍ منهما، فيما کانت أبرز التطبيقات التکنولوجية التي يستخدمها الصحفيون في عملهم الصحفي هي "شبکة الإنترنت" بنسبة (95%)، و"الکمبيوتر المکتبي" بنسبة (93%)، و"الهواتف الذکية" بنسبة (88%).
ثالثاً: العوامل الخارحية المؤثرة على الأداء المهني للصحفيين
-       الضغوط السياسية
جاءت العبارات "تتبنى الوکالة مواقف الدولة وتوجهات النظام السياسي تجاه مختلف الموضوعات والقضايا الهامة" بنسبة (87.2%)، و"الاعتماد على المعلومات الرسمية لبيان حقائق القضايا والموضوعات الحساسة" بنسبة (85%)، و"تحظى الموضوعات السياسية بتغطية إخبارية أعلى من الموضوعات الأخرى" بنسبة (82.4%)، في مقدمة تأثيرات الضغوط السياسية على الأداء المهني للصحفيين في الوکالة الأردنية، وقد يرجع ذلک إلى تعامل الصحفيين مع الأخبار السياسية بطريقة حساسة ودقيقة، بحيث يتم التأکد من المعلومات التي تتضمنها، ومن موثوقية ورسمية مصادرها، نظراً لأن هذا النوع من الأخبار قد يؤدي إلى عدم استقرار الوضع السياسي في حال کان خاطئاً أو ينطوي على جوانب غير دقيقة، کما تلتزم الوکالة بنقل الأخبار السياسية والتصريحات الرسمية نقلاً دقيقاً عند صدورها عن السلطات السياسية والأمنية العليا، وتعمل على مواکبة توجهات الدولة وسياساتها الداخلية والخارجية، حيث يتم تحديد السياسة التحريرية والخطة الاستراتيجية واتجاهات الأداء في الوکالة؛ بما يتوافق مع مصالح الدولة العليا، وعلاقاتها بالدول الأخرى، ومصالح المجتمع والحکومة، والجهات الشريکة کالإعلام الرئاسي والرسمي.
-       القوانين والتشريعات الصحفية
جاءت العبارات "تحديد المعايير المهنية التي ينبغي الالتزام بها في الممارسة المهنية" بنسبة (80.6%)، و"ضمان تسهيلات الحصول على المعلومات" بنسبة (80.4%)، و"خضوع الرسائل والمضامين الصحفية للتشريعات وقانون المطبوعات والنشر" بنسبة (79.8%) في مقدمة تأثيرات القوانين والتشريعات الصحفية على أداء الصحفيين في الوکالة الأردنية، ويمکن تفسير ذلک في ضوء أن القوانين والتشريعات الصحفية في الأردن تحدد الضوابط العامة لسلوک الصحفيين أثناء تأديتهم لوظائفهم المختلفة، حيث تُعد بمثابة قواعد رئيسية، وأسساً ثابتة نسبيًا لا يمکن تجاوزها، إلى جانب ذلک؛ ترتکز الوکالة الأردنية على القوانين والتشريعات والأخلاقيات عند إعدادها لسياستها التحريرية؛ والتي کفلت للصحفيين حماية حريتهم، ومنحتهم حق الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية وغير الرسمية، حيث تلجأ الوکالة إلى تلک القوانين والتشريعات لضمان الحصول على الأخبار، وتسهيل مهام الصحفيين، والدفاع عن استقلاليتهم ضد أي ضغوطات قد يتعرضون لها، مما يسهم في تعزيز أداءها، ورفع جودة إنتاجها الصحفي؛ کونها تُعد مرجعًا رئيسيًا لکثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية التي تنقل عنها الأخبار؛ باعتبارها مصدرًا موثوقاً ورسمياً للمعلومات؛ يعبّر عن وجهة نظر الدولة التي تتبع لها حيال مختلف الموضوعات والقضايا.
-       أخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف الصحفي
جاءت العبارات "عدم المساس بالأديان والمعتقدات الدينية والطائفية" بنسبة (84.8%)، و"رفع مستوى نزاهة الصحفيين واستقلاليتهم وموثوقية قصصهم الإخبارية" بنسبة (84.6%)، و "الموازنة بين حق النشر واحترام خصوصية الأفراد والجماعات" بنسبة (83.3%)؛ في مقدمة تأثيرات الأخلاقيات ومواثيق الشرف الصحفي بالنسبة لصحفيي الوکالة الأردنية، ويشير ذلک إلى ارتفاع وعي الصحفيين بأخلاقيات مهنتهم والتزامهم بما تفرضه من معايير وقيم مثل الموضوعية، والحيادية، والدقة، والصدق، والنزاهة، والحفاظ على خصوصية الأفراد، وتطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية للصحافة من أجل خدمة المجتمع وتحقيق المصلحة العامة، إلى جانب ذلک؛ فإنّ التزام الصحفيين بأنظمة ومواثيق الشرف الصحفي؛ من شأنه أن يحميهم من الضغوطات السياسية والأمنية والإدارية التي قد يتعرضون لها أثناء تأديتهم لوظائفهم، بما يضمن الدفاع عن حقوقهم من ناحية، ويجنبهم الوقوع في الأخطاء الصحفية الناتجة عن عدم تقديرهم لأهمية الخبر؛ أو حساسية القضية التي يعالجونها من ناحيةٍ أخرى، والتي قد يترتب عليها عقوبات ومساءلات قانونية.

الكلمات الرئيسية