استخدام أساتذة الإعلام بالجامعات السعودية لمواقع التواصل الاجتماعي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث دراسات عليا بوزارة التعليم العالي بالمملکة العربية السعودية , سجل مدني 1017127596

المستخلص

يشهد عالم اليوم تحولات وتطورات هائلة ، شملت مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية کافة؛ وذلک نتيجة للتقدم الهائل في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تسير بسرعة غير مسبوقة، فيما يسمي بعصر السماوات المفتوحة، والتي تجاوزت فيه شبکات الاتصالات والمعلومات العالمية العوائق والحواجز، وفتحت الباب أمام الأفراد للوصول إلى قواعد المعلومات والبيانات بسرعة مذهلة، وتفرض التحولات السابقة على الأمم والشعوب العديد من التحديات، التي تلزمها بالاهتمام بتربية النشء، والاهتمام بالطاقات والإمکانيات الکامنة لديه؛ لمواکبة هذه التطورات .
کما تشهد المملکة العربية السعودية تطورات تقنية هائلة، أنتجت بدورها تقنيات تفاعلية متطورة، أتاحت الفرصة لتنامي فضاءً اتصاليًا واسع المجال، تجسدت أدوات  الإبحار خلاله في أشکال عديدة، برز في مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة مثل الفيس بوک، والتويتر، وغيرها، وهذه الأدوات أخذت تنتشر لتحقق من مستخدميها قاعدة شعبية کبيرة وهائلة؛ إذ اتسعت مجالات استخدامها لتشمل مختلف مناحي الحياة  وبمرور الوقت استطاعت أن تستقطب مختلف فئات وقطاعات الشعب السعودي ومن أهم هذه القطاعات والفئات فئة أساتذة وطلاب الجامعات السعودية، إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي  من أدواتهم الرئيسية التي يستخدمونها في مختلف المجالات، ومنها على وجه الخصوص مجال الدراسة والتواصل فيما بينهم وبين أساتذتهم  .
وفي هذا الإطار أفرزت مواقع التواصل الاجتماعي أشکالًا جديدة من العلاقات وسبل التواصل بين هؤلاء الأساتذة وبعضهم البعض من ناحية، وبينهم وبين طلابهم من ناحية أخرى، بل وبين هؤلاء الطلاب وبعضهم البعض، وهذه العلاقات قد تتخذ قوالب تفاعلية أخرى تختلف عن تلک التي تتخذها العلاقات بينهم في الواقع الاجتماعي .
وقد لفت الانتشار الواسع لهذه الشبکات مثل الفيس بوک "Facebook" وتويتر "Twitter" وغيرهما أنظار القائمين على المؤسسات التربوية في دول العالم، فهي تمثل بيئة مناسبة لتعليم مختلف ومتقدم عن التعليم التقليدي, لتنطلق إلى  تعليم منفتح يعتمد التواصل والمشارکة أساساً للعملية التعليمية کبديل عن التلقين، کما تعطي أفقاً واسعاً لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب أخرى يمکن الاستفادة منها في رفع الابتکار والإبداع لدى الطالب.
لذلک أجمع عدد من المختصين بالتعليم الإلکتروني على أن شبکات التواصل الاجتماعي تمثل بيئة مناسبة لتعليم حديث ومتطور ويلبي حاجات الفرد، ويتماشى مع الثورة التکنولوجية العالمية.
ولا عجب في ذلک، فقد أصبحت شبکات التواصل الاجتماعي منتشرة بين أفراد المجتمع، وساهم في ذلک امکانية الوصول إلى تلک الشبکات حتى من خلال الأجهزة المحمولة التي أصبحت منتشرة بين شرائح المجتمع کافة، وانتشار شبکات الإنترنت فضلًا عن سهولة استخدمها. فأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، لذلک کان استخدامها کوسيلة للتعليم أمراً طبيعياً لا يمثل عبئًا عليهم، ويخلط المتعة بالعلم للوصول إلى المعرفة المنشودة.
وهنا تبرز أهمية تلک المواقع؛ إذ تمثل قنوات اتصالية تفاعلية جديدة للتواصل بين الأساتذة وبعضهم البعض وبينهم وبين طلابهم في إطار يتسم بدرجة کبيرة من الحرية والتفاعلية التي قد لا تتاح في الواقع الحقيقي القائم داخل الجامعة، وبذلک قد تکون تلک المواقع أدوات بناءة ينقل خلالها الأساتذة الکثير من القيم والمفاهيم إلى طلابهم أو قد  تکون أدوات هدامة تساهم في إزالة الحاجز بين الأساتذة والطلاب  .
وتعد الجودة Quality من المفاهيم الحديثة التي ظهرت نتيجة للمنافسة العالمية الشديدة بين المؤسسات الإنتاجية اليابانية من جهة والأمريکية والأوروبية من جهة أخرى، وذلک علي يد العالم ديمنج (ُEdward Deming) والذي لقب بأبي الجودة، ونظرًا للنجاح الذي حققه هذا المفهوم في التنظيمات الاقتصادية الصناعية والتجارية والتکنولوجية في الدول المتقدمة، وبناء على ذلک ظهر اهتمام المؤسسات التربوية في تطبيق منهج الجودة في مجال التعليم العام  للحصول علي نوعية أفضل من التعلم بحيث يتخرج الطلبة قادرين علي ممارسة دورهم بصورة أفضل في خدمة المجتمع، ولذلک أصبح عدد المؤسسات التي تتبع نظام الجودة الشاملة في تزايد مستمر سواء في أمريکا، والدول الأوروبية، وإليابان، والعديد من الدول النامية، وبعض الدول العربية مثل السعودية والکويت ومصر والتي بدأت بممارسة هذا النهج في بعض مؤسساتها التعليمية. 
ونظرًا لاستخدام أساتذة الإعلام و الطلبة في الکليات المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذه الدراسة ترکز الضوء على مدى استفادة کل منهما من هذه المواقع في تحقيق جودة العملية التعليمية، ودورها في بناء ودعم حسابات التواصل الاجتماعي عبر الجامعات لدعم الجودة التعليمية.
وفي إطار کل ما سبق تسعى هذه الدراسة إلى بحث طبيعة استخدام أساتذة الإعلام بالجامعات السعودية لمواقع التواصل الاجتماعي.
نتائج المقابلات المتعمقة
أعد الباحث دليلاً للمقابلة المتعمقة بهدف التعرف علي طبيعة مضمون الاتصال المتداول بين الأساتذة والطلاب، ورصد مجالات استخدام الأساتذة والطلاب لمواقع التواصل الاجتماعي في التفاعل الأکاديمي فيما بينهم، والتعرف على أهم دوافع استخدام کل من الأساتذة والطلاب لمواقع التواصل الاجتماعي، وتحليل عناصر العملية التعليمية وتحديد کيفية الاستفادة من تلک المواقع في تحقيق جودة تلک العملية، والتعرف علي المعايير الأکاديمية القياسية المستخدمة لتحقيق جودة العملية التعليمية داخل مؤسسات التعليم العالي في المملکة العربية السعودية .
کما سعى الباحث إلى الکشف عن وعى کل من الأساتذة والطلاب بالفروق بين عناصر العملية التعليمية التقليدية بقاعات الدراسة و تلک التفاعلية على وسائل التواصل الاجتماعي من حيث جودة کل عنصر وفق مقياس الجودة للعملية التعليمية ، والتعرف علي الإشباعات المتحققة لکل من الأساتذة والطلاب نتيجة استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي في التفاعل الأکاديمي فيما بينهم، ومحاولة التوصل الى سبل زيادة فاعلية مواقع التواصل کأداة للتواصل والتفاعل الأکاديمي بين الأساتذة والطلاب لتحقيق جودة العملية التعليمية في مجال الإعلام . وتناولت المقابلات المتعمقة کذلک مدى سهولة استخدام المواقع والتفاعل من خلالها بين الطلاب والأساتذة  ، والکشف عن مدى تقديم هذه المواقع لمعلومات مفيدة للطلاب تساعد في جودة العملية التعليمية وزيادة مستوى التفاعل بينهم وبين الأساتذة، ورصد مدى احتفاظ هذه المواقع بزوارها من الطلاب والأساتذة واستمرار تفاعلهم عليها، والتعرف على مدى وجود علاقة حوارية بين الأساتذة والطلاب على هذه المواقع وتأثير هذه العلاقة على جودة العملية التعليمية .
ثم قام الباحث بسحب عينة ممثلة لمجتمع الدراسة وتمثلت في  أکبر ثلاث جامعات بالسعودية ، وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وجامعة الملک سعود ، وجامعة الملک عبدالعزيز، وتم تطبيق الدراسة على أقسام وکليات الإعلام داخل الجامعات الثلاث للتعرف علي کيفية استخدام أساتذة کليات وأقسام الإعلام بالجامعات السعودية لمواقع التواصل الاجتماعي - وذلک باستخدام عينة قوامها 21 مفردة من أساتذة وطلاب الإعلام السعوديين بکل جامعة -  مع مراعاة تمثيل کافة الخصائص الديمغرافية المتضمنة في عينة الدراسة .
 
 وتناولت المقابلات المتعمقة مدى فاعلية مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجامعات السعودية کأداة لتحقيق الجودة في العملية التعليمية ، وسبل التواصل فيما بين الأساتذة والطلاب من خلال تلک المواقع  وتأثير ذلک الاستخدام علي مستوى جودة العملية التعليمية ، بالإضافة إلي محاولة تقديم سبل أکثر فاعلية لتدعيم ذلک الاستخدام و توسيع نطاق الإفادة من هذه الشبکات لتکون أداة فعالٍة للتواصل الأکاديمي التفاعلي للأساتذة و الطلاب سعيًا لتحقيق الجودة في العملية التعليمية.
 

الكلمات الرئيسية