المعالجة الإخبارية لحرکة التغيير السياسي في تونس

       هدفت الدراسة الحالية إلى إلقاء الضوء على الدور الذي قامت به قناة BBC العربية في متابعة أحداث الثورة التونسية (أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011) من خلال استعراض طبيعة الممارسة الإعلامية للقناة استنادا على تحليل مضمون الحلقات التي بثتها القناة خلال الفترة المذکورة. حيث اعتمدت الدراسة في إطارها النظري على نظرية تحليل الأطر الخبرية (Framing Analysis) وتحديدا على أطر الاسباب والحلول، حيث تمثل مجتمع الدراسة التحليلية في المادة الإخبارية والبرامج الإخبارية المقدمة من قناة BBC العربية وتمثلت عينة الدراسة في حلقات (برنامج حصاد اليوم الإخباري).
         وقد أوضحت نتائج الدراسة تصدر الأسباب السياسية ممثلة في "کبت الحريات"، ثم " قانون الطوارئ"، ثم "تزاوج السلطة بالمال"،  ثم " الفساد في الأوساط السياسية". والأسباب الاقتصادية ممثلة في " إتباع سياسات اقتصادية غير رشيدة "،  ثم " استشراء الفساد والرشوة ". والأسباب الاجتماعية ممثلة في "البطالة"، "اختلال ميزان العدالة الاجتماعية" ثم " انتشار الجريمة". والأسباب الأمنية ممثلة في "التعذيب بمقرات الأمن"، "غياب الأمن" ثم "حادثة محمد بوعزيزي" لقائمة الأسباب الأکثر تناولا من قبل ضيوف البرنامج.
    وفيما يتعلق بالحلول التي تم طرحها من قبل ضيوف البرنامج للخروج من الأزمة ومعالجة الأحداث، فقد تصدر "الکشف عن رموز الفساد" و"إقالة الحکومة" القائمة آنذاک و"تشکيل حکومة تسيير الأعمال"  لقائمة الحلول التي طرحها الضيوف کنوع من المعالجة للأحداث في تونس، ثم "خطاب الرئيس التونسي" و"هروب الرئيس التونسي".
     وطبقا لجنسية الضيوف الذين تم استضافتهم خلال حلقات البرنامج، فقد  تصدر الضيوف التونسيون لقائمة الضيوف الذين تم استضافتهم للتعليق والتحليل، تلاهم الضيوف "البريطانيون". وطبقا لصفة الضيوف الذين تم استضافتهم، فقد تصدر "المسؤولون بالمنظمات غير الحکومية" قائمة الضيوف الذين تم استضافتهم للتعليق والتحليل وإبداء الآراء، تلاهم "الخبراء المهنيين المتخصصين"، تلاهم "المحللين السياسيين المستقلين"، ثم "المتظاهرين المناهضين للسلطة"، وأخيرا "المسؤولين الحکوميين".